لماذا لا تُدرّس فتنة الصحابة في المدارس؟ ونترك الفرصة للشيعة؟
لعل من الأخطاء التي سقط فيها أصحاب البرامج التعليمية للمراحل المتقدمة من الدراسة الأساسية (مرحلة الإعدادي والثانوي خاصة)، سواء عن قصد أو عن غير قصد، أنْ لا يُدخلوا في التاريخ الإسلامي دراسة وافية لفتنة الصحابة وما وقع في القرون الأولى من صراعات سياسية.
حقا يتعجب المرؤ كيف تم إقصاء جزء هام من تاريخه الإسلامي –مثل فتنة الصحابة- من أن يكون حاضرا في المقررات التعليمية ! بل ربما يكون هذا الجزء من أهم مراحل تاريخ الدولة الإسلامية نظرا إلى أنه سبب في ظهور الفرق المختلفة المتناحرة عبر العصور والتي لا تزال موجودة ومستمرة إلى يومنا هذا كالشيعة (بجميع فروعها وخاصة الروافض أو الإثنا-عشرية كما يسمون أنفسهم)، وكالخوارج (وخاصة الإباضيّة وهي المستمرة لحد الآن وموجودة في سلطنة عُمان رسميا وكذا في ولاية الأغواط بالجزائر وغيرها)، وكالسنة (بجميع مذاهبها من أشعرية وحنابلة وماتوريدية...) !
إن أهل السنة والجماعة -وعملا بالقولة الشهيرة المنسوبة للخليفة العادل عمر بن عبد العزيز: «تلك دماء عصم الله منها أيدينا فلْنعصم منها ألسنتنا»(1)- تركوا التعرّض لهذه الفتن بالمرّة، وهذا خطأ جسيم؛ لأن الشمس لا يُمكن أن تُغطّى بالغربال.
وهذه المقولة العُمريّة صادقة لكن إن كانت في بيئة سنّية خالصة، لا في عالم مختلط بالسنة وغيرهم ومتصارع في الأفكار. فلا يُمكن الرد على شُبَه الشيعة بهذه المقولة الأمويّة وإن كانت صادقة في سياقها.
فكان من الواجب إذن أن تُدرّس فتنةُ الصحابة بأطروحة أهل السنة والجماعة وأسلوبها، وهو الأسلوب الحق والمتماسك والصائب، لا أن تُترك بالجملة حتى يتفاجأ الطالب وهو يبحث في الأنترنت أو يشاهد القنوات الشيعية، فيسمع أمورا عظيمة لم يدرسها من قبل ولا تعرض لها أساتذتُه في المدارس، فيبحث بسرعة وبدون منهج، فيجد معظمها في كتب السنة ومصنفات الحديث السنيّة، فيُسقطُ في يده، ويجد نفسه أمام خيارين: إما التصديق التامّ بالأطروحة الشيعية والدخول فيها (وهي الوحيدة التي سمعها في هذه المرحلة)، وإما على الأقل التشكيك في كثير من أمور تاريخ الأمة، وهذا ما هو واقع لجل المغاربة الذين اطلعوا على هذا التاريخ متأخرين ومن خلال الإنترنت والقنوات، ومعرفتنا بهم تغنينا عن التأكيد.
آن الأوان لجميع الدول الإسلامية، وخاصة المغاربيّة حيث انتشار مهول للتشيع البغيض، أن تُدخل في برامجها التعليمية المبكّرة تاريخ دولة الإسلام في مرحلة الفتنة، ودراسة ذالك بالتفصيل وتقديمها في منهج سنّي رصين كما قرره علماء السنة، حتى يكون المسلم على بينة من أمره قبل أن تصطاده أيادي الشيعة، أما إذا تُرك التلميذ فارغا من أي معلومة عن هذه الحقبة الخطيرة فإن أي معلومة وصلت إلى قلبه عنها فستترك أثرها وإن كانت مشوهة.
ولا ادري حقا لِمَ يتم تجاهل هذه الحقبة الهامة من تاريخ الأمة في مدارسنا مع أن الصواب والحق والقوة مع السنة لا مع الشيعة والخوارج ؟!
فآن الأوان أن نُدرّس لتلاميذنا وطلبتنا ثورة الحسين بن علي رضي الله عنهما قبل تدريس الثورة الفرنسية.
وآن الأوان أن ندرّس في مدارسنا ثورة عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما قبل تدريس الثورة البولشيفية.
وآن الأوان أن ندرّس ثورة محمد النفس الزكية وأخيه المولى إدريس الأكبر قبل تدريس ثورة عُرابي وغيرها من الثورات العربية...
صحيح أن المسؤولين المغاربة بقطاع التعليم قد أدخلوا في السنوات الأخيرة بعض الحديث عن هذه الحقبة الخطيرة في المقررات المدرسية –وهي التفاتة مهمّة- ولكنه حديث يُتناول بطريقة باردة جدا، ولا يُسمن ولا يُغني من جوع، ويترك علامات الاستفهام في فكر التلميذ أكثر مما يجيب عليها.
وأخيرا ينبغي أن نعلم أن كل حدث من أحداث أمتنا قابل للدراسة كيفما كان: حلوا أو مرّا، فكفانا تغطية الحقائق مع أن ذلك ليس في مصلحتنا وأن الحق معنا. فهذه نقطة ضعْف كبيرة يستغلها الشيعة لتمرير سمومهم، وهم الذين يربّون أبناءهم على كره الصحابة والغلوّ في آل البيت منذ الصغر. ومن شأن الاهتمام بهذه الحقبة من تاريخ الأمة في مدارسنا أن تكفينا حروبا فكرية طويلة المدى مع الشيعة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد، والله تعالى من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
حقا يتعجب المرؤ كيف تم إقصاء جزء هام من تاريخه الإسلامي –مثل فتنة الصحابة- من أن يكون حاضرا في المقررات التعليمية ! بل ربما يكون هذا الجزء من أهم مراحل تاريخ الدولة الإسلامية نظرا إلى أنه سبب في ظهور الفرق المختلفة المتناحرة عبر العصور والتي لا تزال موجودة ومستمرة إلى يومنا هذا كالشيعة (بجميع فروعها وخاصة الروافض أو الإثنا-عشرية كما يسمون أنفسهم)، وكالخوارج (وخاصة الإباضيّة وهي المستمرة لحد الآن وموجودة في سلطنة عُمان رسميا وكذا في ولاية الأغواط بالجزائر وغيرها)، وكالسنة (بجميع مذاهبها من أشعرية وحنابلة وماتوريدية...) !
إن أهل السنة والجماعة -وعملا بالقولة الشهيرة المنسوبة للخليفة العادل عمر بن عبد العزيز: «تلك دماء عصم الله منها أيدينا فلْنعصم منها ألسنتنا»(1)- تركوا التعرّض لهذه الفتن بالمرّة، وهذا خطأ جسيم؛ لأن الشمس لا يُمكن أن تُغطّى بالغربال.
وهذه المقولة العُمريّة صادقة لكن إن كانت في بيئة سنّية خالصة، لا في عالم مختلط بالسنة وغيرهم ومتصارع في الأفكار. فلا يُمكن الرد على شُبَه الشيعة بهذه المقولة الأمويّة وإن كانت صادقة في سياقها.
فكان من الواجب إذن أن تُدرّس فتنةُ الصحابة بأطروحة أهل السنة والجماعة وأسلوبها، وهو الأسلوب الحق والمتماسك والصائب، لا أن تُترك بالجملة حتى يتفاجأ الطالب وهو يبحث في الأنترنت أو يشاهد القنوات الشيعية، فيسمع أمورا عظيمة لم يدرسها من قبل ولا تعرض لها أساتذتُه في المدارس، فيبحث بسرعة وبدون منهج، فيجد معظمها في كتب السنة ومصنفات الحديث السنيّة، فيُسقطُ في يده، ويجد نفسه أمام خيارين: إما التصديق التامّ بالأطروحة الشيعية والدخول فيها (وهي الوحيدة التي سمعها في هذه المرحلة)، وإما على الأقل التشكيك في كثير من أمور تاريخ الأمة، وهذا ما هو واقع لجل المغاربة الذين اطلعوا على هذا التاريخ متأخرين ومن خلال الإنترنت والقنوات، ومعرفتنا بهم تغنينا عن التأكيد.
آن الأوان لجميع الدول الإسلامية، وخاصة المغاربيّة حيث انتشار مهول للتشيع البغيض، أن تُدخل في برامجها التعليمية المبكّرة تاريخ دولة الإسلام في مرحلة الفتنة، ودراسة ذالك بالتفصيل وتقديمها في منهج سنّي رصين كما قرره علماء السنة، حتى يكون المسلم على بينة من أمره قبل أن تصطاده أيادي الشيعة، أما إذا تُرك التلميذ فارغا من أي معلومة عن هذه الحقبة الخطيرة فإن أي معلومة وصلت إلى قلبه عنها فستترك أثرها وإن كانت مشوهة.
ولا ادري حقا لِمَ يتم تجاهل هذه الحقبة الهامة من تاريخ الأمة في مدارسنا مع أن الصواب والحق والقوة مع السنة لا مع الشيعة والخوارج ؟!
فآن الأوان أن نُدرّس لتلاميذنا وطلبتنا ثورة الحسين بن علي رضي الله عنهما قبل تدريس الثورة الفرنسية.
وآن الأوان أن ندرّس في مدارسنا ثورة عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما قبل تدريس الثورة البولشيفية.
وآن الأوان أن ندرّس ثورة محمد النفس الزكية وأخيه المولى إدريس الأكبر قبل تدريس ثورة عُرابي وغيرها من الثورات العربية...
صحيح أن المسؤولين المغاربة بقطاع التعليم قد أدخلوا في السنوات الأخيرة بعض الحديث عن هذه الحقبة الخطيرة في المقررات المدرسية –وهي التفاتة مهمّة- ولكنه حديث يُتناول بطريقة باردة جدا، ولا يُسمن ولا يُغني من جوع، ويترك علامات الاستفهام في فكر التلميذ أكثر مما يجيب عليها.
وأخيرا ينبغي أن نعلم أن كل حدث من أحداث أمتنا قابل للدراسة كيفما كان: حلوا أو مرّا، فكفانا تغطية الحقائق مع أن ذلك ليس في مصلحتنا وأن الحق معنا. فهذه نقطة ضعْف كبيرة يستغلها الشيعة لتمرير سمومهم، وهم الذين يربّون أبناءهم على كره الصحابة والغلوّ في آل البيت منذ الصغر. ومن شأن الاهتمام بهذه الحقبة من تاريخ الأمة في مدارسنا أن تكفينا حروبا فكرية طويلة المدى مع الشيعة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد، والله تعالى من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الهامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في "حلية الأولياء" لأبي نعيم الأصفهاني (9/114): »قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا تَقُولُ فِي أَهْلِ صِفِّينَ؟ قَالَ: "تِلْكَ دِمَاءٌ طَهَّرَ اللَّهُ يَدَيَّ مِنْهَا، فَلَا أُحِبُّ أَنْ أَخْضِبَ لِسَانِي فِيهَا"».
(1) جاء في "حلية الأولياء" لأبي نعيم الأصفهاني (9/114): »قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا تَقُولُ فِي أَهْلِ صِفِّينَ؟ قَالَ: "تِلْكَ دِمَاءٌ طَهَّرَ اللَّهُ يَدَيَّ مِنْهَا، فَلَا أُحِبُّ أَنْ أَخْضِبَ لِسَانِي فِيهَا"».
بقلم: عبد السلام أجرير
الجمعة يوليو 07, 2017 2:06 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» مفارقات غريبة وعجيبة في قطاع التعليم بالمغرب
الأربعاء يوليو 05, 2017 4:36 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» نقط سوداء في مدارس المغرب .. أقسام محشورة وأوقات مهدورة
الإثنين يوليو 03, 2017 3:12 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» الذلّقراطية والقابلية للإستحمار
الجمعة يونيو 30, 2017 1:00 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» بلاغ النقابة الوطنية للتعليم CDT حول الحركة الانتقالية الوطنية
الخميس يونيو 29, 2017 5:23 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» ما معنى اقتطاع agios ؟
الخميس يونيو 29, 2017 1:35 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» مجلس جطو يُعَري المدرسة العمومية .. اكتظاظ وأساتذة "سلايْتيّة"
الخميس يونيو 22, 2017 2:59 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» حصاد: توقيع محاضر الخروج لهذا الموسم يوم 28 يوليوز المقبل
السبت يونيو 17, 2017 5:46 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» أخطر ما تنوي وزارة التعليم القيام به في المستقبل المتوسط: هام جدا
الأحد يونيو 11, 2017 3:22 pm من طرف Mohammed TAMESNA