أزمة لغة .. وغزو فكري جديد !
بقلم : أنس الهود كانت سابقة تاريخية جديدة شهدناها يوم الأربعاء الماضي على شاشاتنا ، حينما تم تنظيم مناظرة تلفزية مثيرة بين المفكر عبد الله العروي وذاك المسمى عيوش ، مناظرة استقطبت عيون المغاربة وجعلت أعناقهم تشرئب نحو الشاشات المسطحة بيدَ أن الأمر يتعلق ها هنا بتدريج المنظومة التعليمية – والتي لم تنظم قراراتها بعدُ – وكأن هم المغاربة الوحيد هو التعليم.
مسكين هذا الذي غره جهله وجعله يظن أن إدخال العامية في المقررات التعليمية سيكون له وقع إيجابي على عقول التلاميذ ، ومسكين هذا الذي يصدقه ويقتنع بما يقول ويمضي مفسراً أن التلاميذ سيستطيعون فهم الدروس لو تحدث الأساتذة بالعامية. على أساس أنه من الواجب علينا أن ندرسهم الفرنسية والإنجليزية بالعامية أيضاً ، والفروض تنجز هي أيضاً باللغة العامية.
اللغة العربية هي حضارة عريقة قبل أن تكون مجرد لغة تواصل وكتابة ، واستئصالها من التدريس المغربي سيحيل إلى إندراس ومحو الثقافة العربية الأصيلة من المجتمع المغربية وإسفاف بعقول المغاربة ، إضافة إلى إرداء الإبداع والفن اللغوي العربي كالأشعار والخواطر التي تعلم مبادئها وتناقلها كل جيل عن سابقه. لذا فإن مضمون هذه المذكرة التي تم تقديمها لرئيس المجلس الأعلى للتعليم ينم عن إنكار وجحود لهوية الأمة العربية التي ضربت التاريخ طولا وعرضاً، بل ويكفي فخراً أن اللغة العربية تولت مكاناً مقدساً واعتباراً إلهياً كونها لغة القرآن الكريم.
معضلتنا الكبرى أننا نستأثر بالتبعية الفكرية والعقائدية ونسعى بكامل قوانا الدفينة إلى تغيير ما نحن عليه إلى السلب ، مؤمنين بأن الثقافة الغربية ستطورنا نحو الأفضل. وهنا يكمن جوهر المشكلة فحذق الغرب لا يمكن أن نطبقه كلياً هنا وإلا فإننا سنقع في أخطاء فادحة ستكون الباعث والمحفز الذي سيبتل الشريان الوحيد المتبقي للأمة العربية وحينها لن يكون لا التحسر ولا الإنكثام كافياً لإعادة الهيبة التي ضاعت بضياع اللغة العربية. فكم من مرة قرأنا عن أمة استرجعت أراضيها المسلوبة لكنما لم يسبق لنا قراءته هو أمة استطاعت استرداد لغتها بعد خسارتها. لذا أشعر بغصة ومرارة في حلقي كلما قرأت خبراً عن هذه المذكرة السوداء لأنني استرجع ذكريات أليمة للدولة الآشورية التي انهارت وسقطت نهائياً حينما تخلت عن لغتها الأصلية وعن ثقافتها الحقة لفائدة الشعوب الآرامية التي عملت جاهدة لتحقق هدفها المنشود ونجحت فيه في آخر المطاف. فبداية الغزو الفكري لكل أمة يبدأ بالتسلل للغتها الأم ومحاولة تخريبها من الداخل وقذفها إلى فيح الهاوية دون أي رد فعل من شبابها ولا شيوخها ، فما يجدر أن يفقهه البعض هو أن تدريج التدريس بالمغرب ليس سوى خطوة أولية يعتمدها بعض المنكرين بغية تحقيق مآربهم وأغراضهم المخفية تحت الرماد راعنين أن كل ملتمساتهم المفترية لن تتحقق على أرض الواقع وحتى في حالة إتمامها وإنفاذها فإنها لن تسمن غاياتهم اللاوطنية.
بقلم : أنس الهود
الجمعة يوليو 07, 2017 2:06 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» مفارقات غريبة وعجيبة في قطاع التعليم بالمغرب
الأربعاء يوليو 05, 2017 4:36 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» نقط سوداء في مدارس المغرب .. أقسام محشورة وأوقات مهدورة
الإثنين يوليو 03, 2017 3:12 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» الذلّقراطية والقابلية للإستحمار
الجمعة يونيو 30, 2017 1:00 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» بلاغ النقابة الوطنية للتعليم CDT حول الحركة الانتقالية الوطنية
الخميس يونيو 29, 2017 5:23 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» ما معنى اقتطاع agios ؟
الخميس يونيو 29, 2017 1:35 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» مجلس جطو يُعَري المدرسة العمومية .. اكتظاظ وأساتذة "سلايْتيّة"
الخميس يونيو 22, 2017 2:59 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» حصاد: توقيع محاضر الخروج لهذا الموسم يوم 28 يوليوز المقبل
السبت يونيو 17, 2017 5:46 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» أخطر ما تنوي وزارة التعليم القيام به في المستقبل المتوسط: هام جدا
الأحد يونيو 11, 2017 3:22 pm من طرف Mohammed TAMESNA