إصلاح التعليم بالمغرب.. مسار الفشل ومسلسل الإخفاقات

تقتضي مقاربة إشكالية الإصلاح التعليمي بالمغرب، مساءلة فشل التجارب وتحديد المسؤوليات، ويجمع الأكاديميون والمهتمون بالشان التربوي بالمغرب، على أن تاريخ إصلاح المنظومة التربوية الوطنية منذ الاستقلال، اختزل في تشكيل اللجان وصياغة الاستراتيجيات وعقد المناظرات وبناء التوافقات حولها، ويرى البعض أن جل المشاريع الإصلاحية كانت تعوزها "الإرادة الحقيقية في التطبيق والتنفيذ سواء في التدبير أو التمويل أو التقويم". ومنذ الاستقلال، ظل موضوع إصلاح المنظومة التربوية، يشكل التحدي الأكبر والرهان الأساسي لبلوغ التنمية الاقتصادية و الاجتماعية المنشودة، كما أن تاريخ المنظومة هو تاريخ الإصلاحات بامتياز، وكذا تاريخ صعوبات وإكراهات التنزيل، وباءت كل الإصلاحات المتعاقبة على المنظومة التربوية المغربية بالفشل. ورغم كل المخططات والبرامج الإصلاحية التي تعاقبت على المنظومة التربوية بالمغرب، وكل الإمكانيات والموارد التي تمت تعبئتها، وكذا المجهود المالي والإعتمادات الضخمة المرصودة من طرف الدولة، تكشف المعطيات الإحصائية فشل جل الإصلاحات. ومنذ الاستقلال، تعاقبت على المنظومة التربوية المغربية مجموعة من الإصلاحات والمناظرات واللجن، ويشير المهتمون إلى أن تاريخ الإصلاحات التربوية بالمغرب، والتي كان أهمها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وآخرها البرنامج الإستعجالي 2012/2009، هو تاريخ أزمة بامتياز، فالسياسات التعليمية المتعاقبة على المنظومة التربوية، فشلت في إنجاز مشروع وطني إصلاحي حول المدرسة المغربية. وأعاد الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى 20 غشت الأخيرة، موضوع إصلاح التعليم إلى الواجهة، بوصفه الدقيق لما آل إليه قطاع التعليم في المغرب وتشخيصه لمكامن الضعف والخلل التي تعتري المنظومة التربوية عامة. "التجديد" تسلط الضوء من خلال هذا الملف على أهم المشاريع الإصلاحية التي عرفها النظام التربوي بالمغرب ومآلاتها، وتستقرئ آراء عدد من المهتمين والفاعلين في الشأن التربوي التعليمي بالمغرب، حول قراءتهم التاريخية لمسار إصلاح التعليم بالمغرب، ومكامن الخلل.
أعد الملف: ياسر المختوم