مبارك ربيع: المدرسة المغربية ينقصها الكثير لتصل إلى الحداثة
ا
قال الأكاديمي المغربي مبارك ربيع إنّ المدرسة المغربية مازالَ ينقصها الكثير لتصل إلى مستوى الحداثة، مُستعرضا، في محاضرة بعنوان "المدرسة ورهان الحداثة"، ألقاها في أكاديمية المملكة، مساء الأربعاء، جُملة من العوائق التي تُعيق بلوغ هذا المبتغى.
وعادَ ربيع إلى مرحلة نشوء المدرسة المغربية "الحديثة"، قائلا إنّها "خُلقت في رحم الحداثة الفرنسية، وإنْ كانت المدرسة الفرنسية متأخرة إلى حد ما مقارنة مع المدارس الأخرى من حيث إنتاج النظريات التربوية، لكنها كانت في صيرورة حداثية مع جوارها الأوروبي"، حسب تعبيره.
واستطرد المحاضر ذاته بأن "هذا النشوء في رحم الحداثة الفرنسية لمْ يواكبْه تطوُّر للرقيّ بالمدرسة المغربية لكسْب رهان الحداثة"، لعدّة عوامل، ذكرَ منها "ضُعف تكوين المدرّسين، وضعفُ الوسائل اللوجستيكية، وكذلك عدمُ توفير أجواء ملائمة للتلاميذ في المدارس".
وأشار ربيع، في السياق ذاته، إلى عدد من الدراسات التي أنجزتْها مؤسسات رسمية، ومنها المجلس الأعلى للتربية والتكوين في ما يتعلّق بالفوارق بين المدرسة في العالم القروي والعالم الحضري، "التي بينت أنَّ 23 في المائة من الأقسام تتعدّد فيها المستويات، من مستوييْن إلى ستّة مستويات".
واعتبر الأكاديمي المغربي ذاته أنَّ "الجمْع بين أكثر من مستوى تعليمي في فصل واحد، من الناحية التربوية، ليس خطرا، لأنّ النظريات التربوية الحداثية نشأت في هذا الجو"، وزاد مستدركا: "لكن حين يكون هناك تضخّم في عدد المتعلمين، مع ضعف المعلّمين واللوجستيك، تكون هناك نتائج سلبية".
من العوائق الأخرى التي قالَ ربيع إنها تثبط المدرسة المغربية عن بلوغ ركْب الحداثة أنَّ "مدرّسي التعليم الأوّلي والتعليم العتيق ثمانون في المائة منهم مستواهم الدراسي أقلَّ من الباكالوريا"، مضيفا: "هناك نوع من القصور يجب أن يُعالج لتحقيق المستوى المطلوب من الحداثة".
وشدّدَ الأكاديمي المغربي على أهمّية التعليم الأولي، معتبرا إياه "ضروريا ولبنة أساسية لتكوين الشخصية، ولربح عضو فاعل في المجتمع، لأنّه يؤثر على الجودة العصبية للتلاميذ ويسمح بالتقدم في التعلم"، لافتا إلى أنَّ المغرب مازالَ متأخرا في هذا المجال.
واستدلّ المتحدّث ذاته بإحصائيات تفيد بأنّ "54 في المائة فقط من الأطفال المغاربة يلتحقون بالتعليم الأوّلي، 79 في المائة منهم في العالم الحضري، بينما في فرنسا تصل النسبة إلى مائة في المائة، حيث يُدمج الأطفال في التعليم الأولي منذ بلوغهم السنة الثالثة".
وإذا كانت الحداثة قائمة على العلم والعقل، الذي تُعتبر المدرسة مشتلا له، يقول الأكاديمي المغربي، "فإننا إزاء نتائج الدراسات التي تُفيد بأنّ 60 في المائة من الشباب يؤمنون بالخرافات، وإذا كانوا كلهم نتاج المدرسة المغربية، سنعرف أي عقول أنشأنا".
وانتقد ربيع بعض السلوكيات الممارَسة في المدرسة المغربية، التي قال إنها "تحدُّ من تطوُّر ذكاء التلاميذ"، وقال في هذا الإطار: "هناك تعبيرات مختلفة للذكاء..هناك الذكاء الانفعالي، الذي ترافقه الحركات والأصوات، التي يوجد من يعتبرها نوعا من الطيش".
وتابع المحاضر: "هناك من يعتبر التعبير الزائد الصادر عن الأطفال لا يليق بالتلميذ المهذب المتعلم والرزين، والحال أنَّ هذه التصرفات ليست خارجة عن الذكاء، وعن مقومات العقل، بل يجب الاهتمام بها"، مشيرا إلى أنَّ الذكاء "هو كافة المهارات التي تتيح للكائن البشري التكيف مع الوقائع وإيجاد الأجوبة للأسئلة المطروحة".
من جهة أخرى، قالَ االأكاديمي المغربي إنَّ "الأخطاء التي أفضتْ بالمدرسة المغربية إلى ما هي عليه قدْ لا تكون كلّها صادرة عن المركز"، وزاد: "يجب النزول إلى الميدان لرؤية الأمور بشكل أوضح..انظروا مثلا إلى المذكّرات التي يصدرها المسؤولون الجهويون.. قد تقرر الوزارة شيئا جيدا لكن لا يتمّ تنزيله".
- محمد الراجي (صور: منير امحيمدات)
ا
قال الأكاديمي المغربي مبارك ربيع إنّ المدرسة المغربية مازالَ ينقصها الكثير لتصل إلى مستوى الحداثة، مُستعرضا، في محاضرة بعنوان "المدرسة ورهان الحداثة"، ألقاها في أكاديمية المملكة، مساء الأربعاء، جُملة من العوائق التي تُعيق بلوغ هذا المبتغى.
وعادَ ربيع إلى مرحلة نشوء المدرسة المغربية "الحديثة"، قائلا إنّها "خُلقت في رحم الحداثة الفرنسية، وإنْ كانت المدرسة الفرنسية متأخرة إلى حد ما مقارنة مع المدارس الأخرى من حيث إنتاج النظريات التربوية، لكنها كانت في صيرورة حداثية مع جوارها الأوروبي"، حسب تعبيره.
واستطرد المحاضر ذاته بأن "هذا النشوء في رحم الحداثة الفرنسية لمْ يواكبْه تطوُّر للرقيّ بالمدرسة المغربية لكسْب رهان الحداثة"، لعدّة عوامل، ذكرَ منها "ضُعف تكوين المدرّسين، وضعفُ الوسائل اللوجستيكية، وكذلك عدمُ توفير أجواء ملائمة للتلاميذ في المدارس".
وأشار ربيع، في السياق ذاته، إلى عدد من الدراسات التي أنجزتْها مؤسسات رسمية، ومنها المجلس الأعلى للتربية والتكوين في ما يتعلّق بالفوارق بين المدرسة في العالم القروي والعالم الحضري، "التي بينت أنَّ 23 في المائة من الأقسام تتعدّد فيها المستويات، من مستوييْن إلى ستّة مستويات".
واعتبر الأكاديمي المغربي ذاته أنَّ "الجمْع بين أكثر من مستوى تعليمي في فصل واحد، من الناحية التربوية، ليس خطرا، لأنّ النظريات التربوية الحداثية نشأت في هذا الجو"، وزاد مستدركا: "لكن حين يكون هناك تضخّم في عدد المتعلمين، مع ضعف المعلّمين واللوجستيك، تكون هناك نتائج سلبية".
من العوائق الأخرى التي قالَ ربيع إنها تثبط المدرسة المغربية عن بلوغ ركْب الحداثة أنَّ "مدرّسي التعليم الأوّلي والتعليم العتيق ثمانون في المائة منهم مستواهم الدراسي أقلَّ من الباكالوريا"، مضيفا: "هناك نوع من القصور يجب أن يُعالج لتحقيق المستوى المطلوب من الحداثة".
وشدّدَ الأكاديمي المغربي على أهمّية التعليم الأولي، معتبرا إياه "ضروريا ولبنة أساسية لتكوين الشخصية، ولربح عضو فاعل في المجتمع، لأنّه يؤثر على الجودة العصبية للتلاميذ ويسمح بالتقدم في التعلم"، لافتا إلى أنَّ المغرب مازالَ متأخرا في هذا المجال.
واستدلّ المتحدّث ذاته بإحصائيات تفيد بأنّ "54 في المائة فقط من الأطفال المغاربة يلتحقون بالتعليم الأوّلي، 79 في المائة منهم في العالم الحضري، بينما في فرنسا تصل النسبة إلى مائة في المائة، حيث يُدمج الأطفال في التعليم الأولي منذ بلوغهم السنة الثالثة".
وإذا كانت الحداثة قائمة على العلم والعقل، الذي تُعتبر المدرسة مشتلا له، يقول الأكاديمي المغربي، "فإننا إزاء نتائج الدراسات التي تُفيد بأنّ 60 في المائة من الشباب يؤمنون بالخرافات، وإذا كانوا كلهم نتاج المدرسة المغربية، سنعرف أي عقول أنشأنا".
وانتقد ربيع بعض السلوكيات الممارَسة في المدرسة المغربية، التي قال إنها "تحدُّ من تطوُّر ذكاء التلاميذ"، وقال في هذا الإطار: "هناك تعبيرات مختلفة للذكاء..هناك الذكاء الانفعالي، الذي ترافقه الحركات والأصوات، التي يوجد من يعتبرها نوعا من الطيش".
وتابع المحاضر: "هناك من يعتبر التعبير الزائد الصادر عن الأطفال لا يليق بالتلميذ المهذب المتعلم والرزين، والحال أنَّ هذه التصرفات ليست خارجة عن الذكاء، وعن مقومات العقل، بل يجب الاهتمام بها"، مشيرا إلى أنَّ الذكاء "هو كافة المهارات التي تتيح للكائن البشري التكيف مع الوقائع وإيجاد الأجوبة للأسئلة المطروحة".
من جهة أخرى، قالَ االأكاديمي المغربي إنَّ "الأخطاء التي أفضتْ بالمدرسة المغربية إلى ما هي عليه قدْ لا تكون كلّها صادرة عن المركز"، وزاد: "يجب النزول إلى الميدان لرؤية الأمور بشكل أوضح..انظروا مثلا إلى المذكّرات التي يصدرها المسؤولون الجهويون.. قد تقرر الوزارة شيئا جيدا لكن لا يتمّ تنزيله".
الجمعة يوليو 07, 2017 2:06 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» مفارقات غريبة وعجيبة في قطاع التعليم بالمغرب
الأربعاء يوليو 05, 2017 4:36 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» نقط سوداء في مدارس المغرب .. أقسام محشورة وأوقات مهدورة
الإثنين يوليو 03, 2017 3:12 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» الذلّقراطية والقابلية للإستحمار
الجمعة يونيو 30, 2017 1:00 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» بلاغ النقابة الوطنية للتعليم CDT حول الحركة الانتقالية الوطنية
الخميس يونيو 29, 2017 5:23 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» ما معنى اقتطاع agios ؟
الخميس يونيو 29, 2017 1:35 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» مجلس جطو يُعَري المدرسة العمومية .. اكتظاظ وأساتذة "سلايْتيّة"
الخميس يونيو 22, 2017 2:59 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» حصاد: توقيع محاضر الخروج لهذا الموسم يوم 28 يوليوز المقبل
السبت يونيو 17, 2017 5:46 pm من طرف Mohammed TAMESNA
» أخطر ما تنوي وزارة التعليم القيام به في المستقبل المتوسط: هام جدا
الأحد يونيو 11, 2017 3:22 pm من طرف Mohammed TAMESNA